أسئلة التي يمكن أن تسألها في نهاية المقابلة الوظيفية

أسئلة التي يمكن أن تسألها في نهاية المقابلة الوظيفية

بعد انتهاء أغلب مقابلات العمل، قد يحول مدير التوظيف دفة الحوار إليك بسؤالك "هل لديك أي أسئلة لنا؟" غالبية المتقدمين ينتهزون الفرصة لمعرفة المزيد عن الرواتب والحوافز التي تقدّمها الشركة، وهذا لا شك أمر حسن بل مطلوب، لكن من المهم ألاّ تقتصر أسئلتك على هذا الجانب فقط. استغل الفرصة لكشف المزيد من نقاط القوة في شخصيتك من خلال اختيار الأسئلة، طالما وقت المقابلة يسمح. فيما يلي عدّة أسئلة يمكنك أن تطرحها على مدير التوظيف بعد انتهاء مقابلة العمل، والتي قد تزيد من فرصك للحصول على الوظيفة:

1.    ما هي الصفات التي يحتاج إليها الشاغل لهذه الوظيفة للنجاح في ثقافة شركتكم؟

يقول المدير التنفيذي لمؤسسة تصنيف الشركات btr المعنية بتقييم الأداء، ديفيد ميلانكون أنه من السهل على موظفي الشركة استخدام كلمات أو عبارات رنانة عند التحدث عن ثقافة الشركة مثل "الطموح" أو "العملي" أو "هدف الشركة فوق كل شيء" أو "ريادي" أو غير ذلك. يوضح ميلانكون أنه غالبًا ما تستخدم تلك الكلمات لوصف قادة الشركة أو هدف الشركة بصورة عامة، لكنها لا تنعكس بالضرورة على كل وظيفة على حدة. فلنقل أنك تتقدم إلى وظيفة مساعد إداري، فقد لا تعني لك كلمة "ريادي" شيئًا، فهي ليست مكونًا في وظيفتك وليست صفة مطلوبة في المساعد الإداري. بالمثل، إذا كنت محاسبًا تحت التمرين في قسم الموارد البشرية، فقد لا تعني لك عبارة "هدف الشركة فوق كل شيء" شيئًا، فأنت غير مطالب بالنظر إلى الهدف العام للشركة، وإنما أنت مطالب بتنفيذ الأعمال المحاسبية. هنا تأتي أهمية السؤال، فقد تتصور أن تلك الكلمات والعبارات وأمثالها هي الصفات التي يجب أن تتوفر فيك، وهذا غير صحيح. لذلك عليك أن تسأل المحاور في مقابلة العمل ما هي الصفات اللازمة لوظيفتك. على سبيل المثال يحتاج المحاسب إلى بعض الصفات مثل الانتباه إلى أدق التفاصيل، وسرعة العمليات الحسابية، ومعرفة بعض برامج الكمبيوتر مثل Sage50 أو Microsoft Excel، ويحتاج المساعد الإداري إلى مهارة إدارة الوقت.

 

2.     ما هو موقف الشركة تجاه تدريب موظفيهم وتعليمهم؟

نستثمر وقتًا طويلًا ومالًا كثيرًا في التعليم على مدار أعوام. لكن بعد الحصول على الوظيفة يتقاعس كثيرون عن استكمال مسيرة التعلم والتطوير. بعض الشركات تدرك أهمية اللتعليم المستمر وتقدم فرصًا للتدريب والتطوير لموظفيها سواء باستقدام مدربين أو بتمويل منحًا دراسية لهم وسدادها لاحقًا أو حتى تقديها كهدية لموظفيها المتميزين. من المفيد أن تعلم وجهة نظر الشركة تجاه التعليم وكيف تنفذ الشركة وجهة النظر تلك، وهل تجري الشركة استطلاعات رأي عن الاحتياجات التدريبية لموظفيها أم ألا. الشركات الناجحة هي التي تحافظ على "لياقة" العاملين بها، بتطوير مهاراتهم وقدراتهم، بل إن ذلك أصبح ضرورة في ضوء السباق التقني المستمر الذي لا ينقطع وانقراض وظائف واستحداث أخرى. الشركة التي لا تسعى إلى تطوير نفسها عن طريق تسليح موظفيها بأحدث الأدوات وأساليب العمل، ستجد نفسها في ذيل الشركات المتخصصة في مجالها، ولعل شركة نوكيا ابرز دليل على ذلك، حين تخلفت عن سباق أنظمة التشغيل والهواتف الذكية، فأزيحت عن عرشها بين عشية وضحاها.

 

3.     كيف تحافظ الشركة على حماسة الموظفين وابتكارهم وتحفيزهم؟

يوضح ميلانكون أن بعض الشركات تحافظ على أداء موظفيها ماديًا بتقديم مكافآت أو علاوات أو إجازات إضافية أو وجبات مجانية. من المهم أن تسأل عن هذه الجزئية لأن الإنسان لا يعمل كالآلة، فهو يحتاج إلى الترفيه والعرفان والتقدير.

فنحن نعمل من أجل كسب المال في المقام الأول. وقد تساعدك الإجابة في فهم منظور الشركة إلى الموظفين. الشركة التي تولي اهتمامًا بموظفيها بصفتهم من أهم أصول الشركة، على الأرجح ستقدم لك فرصة ذهبية للارتقاء الوظيفي. العكس صحيح، فالشركة التي تنظر إلى موظفيها على أنهم أفراد يسهل استبدالهم قد تجعلك تكره مجال العمل الذي تحبه لا سيما إذا كنت مبتدئًا. تقدم بعض الشركات بعض الأمور المحببة إلى النفس رغم بساطتها مثل ماكينة القهوة أو مرونة مواعيد العمل أو تقديم علاوات سنوية أو غير ذلك. هذا دليل على أن إدارة الشركة تضع عمالها في المقام الأول وتدرك أنها لن تحقق شيئًا بدونهم.

 

4.     ما الذي جذب اهتمامك في سيرتي الذاتية وتجده مناسبًا للوظيفة؟

يفيدك هذا السؤال من ناحيتين: يعرفك بنقاط قوتك يبرهن على أنك مهتم بالوظيفة عندما يوضح مدير التوظيف لك النقاط التي جذبته في سيرتك الذاتية فإنك تفهم نقاط قوتك فهمًا عميقًا بناءً على معلومة وليس مضاربات أو تخمين. يمكنك أيضًا أن تسأله عن نقاط الضعف التي يجب أن تعمل على تحسينها. استمع لإجابته ويمكنك تدوين الملاحظات ورائه كي لا تنساها، بل إنك ستظهر بمظهر الإنسان الجاد أمامه بلا تكلف أو تصنع. يوضح السؤال أيضًا ضمنيًا أنك مهتم بالوظيفة وأنك استثمرت وقتًا طويلًا في القراءة عنها، وأنك مهتم بمعرفة المزيد عنها.

 

5.     ما أكثر أوجه الوظيفة تحديًا؟

يفيدك هذا السؤال في أنه يوضح لك ما يجب أن تتوقعه من الوظيفة، فحتى إن كنت متمرسًا، فالدور المنوط بك قد يختلف قليلًا من مؤسسة إلى أخرى ومن شركة إلى أخرى ومن منظمة إلى أخرى. تفيدك تلك المعرفة في أن تبدأ بداية قوية، وأن تكون مستعدًا لها من البداية، وهذا لا شك سيفيد في تحسين صورتك المهنية أمام زملائك. يبرهن السؤال أيضًا على أنك شخصية جادة قادرة على تحمل المسؤولية وأنك جدير بالثقة وشخص يمكن للآخرين الاعتماد عليه، فمدير التوظيف قد يخشى من توظيف الشخص المهزوز أو المستهتر لأن هذا سيؤثر على سمعته بالتالي. يستعد كثيرون لمقابلة العمل، لكن الغالبية تغفل عن الاستعداد لانتهاء مقابلة العمل وهي لا تقل أهمية عن المقابلة نفسها. هذه فرصتك لمعرفة المزيد عن الشركة، وتوجيه الأسئلة التي تكشف عمق تفكيرك واهتمامك بالوظيفة ومجالها.