هل يجب عليك كتابة سيرة ذاتية جديدة لكل وظيفة؟

هل يجب عليك كتابة سيرة ذاتية جديدة لكل وظيفة؟

 

هل تعتقد أن سيرتك الذاتية هي انعكاس خبراتك ومهاراتك، فلا يمكن تخصيصها؟ قد ترى أنك بتنقيح سيرتك الذاتية وإخراجها في أحسن صورة، تكون قد أنهيت عملك، وأن ما عليك سوى إضافة خطاب تغطية أنيق وإرساله إلى جميع تلك الوظائف التي تتقدم إليها والانتظار حتى تبدأ طلبات المقابلة.

حسنًا، الأمر ليس كذلك، فلا عجب أن أحدًا لم يتصل بك. سيرتك الذاتية رائعة، فهل ثمة مشكلة؟ وما حلها؟ على الرغم من أنك صممت سيرتك الذاتية تصميمًا رائعًا، فإنها لا تخاطب وظيفة محددة.

 اعلم أن كثيرين يتقدمون إلى شغل الوظيفة نفسها، فابحث كيف تميز سيرتك الذاتية من بين المتقدمين؟ الآن تدرك أن أمامك عمل إضافي؛ هذا صحيح، فقضاء بعض الوقت وبذل بعض الجهد لتخصيص سيرتك الذاتية لكل وظيفة تقدم لها هو أمر يستحق وقتك وجهدك.

 إليك 5 خطوات بسيطة لكنها مثمرة لتخصيص سيرتك الذاتية وجعلها تشع ضوءً وسط مئات السير الذاتية.

 

1. لا تكذب

دعنا نؤسس لتلك القاعدة من البداية؛ تخصيص السيرة الذاتية لإحدى الوظائف المحددة لا يساوي "تجميل" مؤهلاتك. إذا كان إعلان الوظيفة يبحث عن شخص يجيد استخدام الفوتوشوب، وكنت لا تستخدمه حقًا، فلا تضفه إلى سيرتك الذاتية. في أكثر الأحيان، يؤدي الكذب في سيرتك الذاتية أو تجميلها إلى كارثة؛ فكر في الأمر، إذا حصلت على الوظيفة بناءً على مهارات ليست لديك، فكيف سينجح ذلك؟ المشكلة لا تكمن في عدم النجاح وحسب، وإنما في الصورة الذاتية التي ستتركها لدى زملائك. قد يظن بعضهم أنك مستهتر أو متكاسل أو حتى كاذب. بدلاً عن ذلك، يتعلق تخصيص سيرتك الذاتية بالبحث الفعلي عن الوظيفة التي تريدها والتركيز على مهاراتك التي تناسب ما يبحثون عنه في إعلان الوظيفة. فكر في تخصيص سيرة ذاتية كما لو تختار ملابسك. فملابسك للحفلات الرسمية ستختلف عن ملابسك لحفلات الأصدقاء.

 

2.  استخدم كلمات مفتاحية

ما تزال بعض الشركات تستخدم أنظمة تتبع المتقدمين Applicant Tracking System (ATS) لفحص السير الذاتية بحثًا عن الكلمات المفتاحية التي يهتمون بها مثل "الإنجليزية" أو "الفوتوشوب". كان هذا النظام شائًعا فيما مضى، وتستخدمه الشركات لتصفية العديد الكبير من السير الذاتية. الجانب السلبي لهذا النظام هو أنه يمكن تصفية مرشحين ممتازين بسبب استخدام مصطلحات مغايرة. يمكنك تجنب ذلك بسهولة، عن طريق تفحص إعلان الوظيفة الذي أثار اهتمامك في المقام الأول، وملاحظة الكلمات التي يستخدموها، ومن ثم تضمينها في سيرتك الذاتية. على سبيل المثال إذا كانت وظيفة علاقات عامة تطلب أشخاصًا لديهم أفكار إبداعية للعلاقات التسويقية والإعلامية، وكانت سيرتك الذاتية تذكر أنك أنشأت "نظامًا جديدًا لدمج الوسائط الاجتماعية مع جهود التسويق الحالية"، يمكنك استبدال كلمة "جديد" بكلمة "إبداعي". حتى لو لم تستخدم شركة التوظيف نظام التصفية لفحص السير الذاتية التي تصلها، فسيكون وقع تلك الكلمات محببًا إلى نفس الشخص الذي يفرز السير الذاتية، وستكون سيرتك الذاتية من تلك المرشحة للخطوة التالية التي غالبًا ما تكون مقابلة العمل أو الاختبار. لكن احذر من التمادي في ذلك؛ تجنب أن تكون سيرتك الذاتية انعكاسًا ببغائيًا لإعلان الوظيفة، فالتطابق الشديد لمحاولة إبراز مؤهلاتك سيكون واضحًا للغاية. خطورة ذلك أنه يأتي بنتائج عكسية تمامًا لما قصدته، لأنك ستبدو بمظهر المتكاسل.

 

3. تخلص من بيان الهدف objective statement

أصبح بيان الهدف شيئًا من الماضي. بدلاً من أن تتحدث عما تريد تحقيق في مهنتك، تحدث عما يمكنك إضافته إلى الوظيفة. من الذكاء تحديث هذا الجزء من السيرة الذاتية لكل وظيفة تتقدم إليها لأنه في بعض الحالات قد يكون الشيء الوحيد الذي يقرؤونه. إذا لم تتمكن من جذب اهتمامهم في البداية، فقد لا يهتمون ببقية سيرتك الذاتية. يشبه الأمر قراءة غلاف الكتاب لمعرفة ما إذا كان جديرًا بأن تشتريه وتكمله حتى النهاية أم لا. مرة أخرى، لا تكذب. إذا كانت الوظيفة تتطلب سفرًا دائمًا، وكنت تفضل البقاء في مكان واحد، فلا تكذب، لأن ذلك عاقبته وخيمة. فكر فيما أثار انتهابك في إعلان الوظيفة التي شدّتك أكثر من غيرها. هل هو المسمى الوظيفي أم الفرصة التي توفرها تلك الوظيفة للتقدم في السلم المهني. كن واقعيًا حول كيفية تناسب هذه الوظيفة مع أهدافك المهنية ثم سلط الضوء على تلك الأهداف، وتأكد من مناقشة الأهداف المهنية على المدى البعيد، فمعظم أصحاب العمل يريدون رؤية المرشحين الذين لديهم مسار وظيفي واضح.

 

4. نمّق سيرتك الذاتية

إذا كان هدفك العام هو تسليط الضوء على إنجازاتك وحراكك المهني في سيرتك الذاتية ومطابقة ذلك مع الوظيفة التي تتقدم إليها، فمن المنطقي إزالة بعض الفوضى بشكل صحيح، أليس كذلك؟ احذف الوظائف القديمة غير المتعلقة بالوظيفة التي تتقدم إليها، أو حتى أنشئ نسخة جديدة السيرة الذاتية إذا كنت تريد الاحتفاظ بتاريخك المهني كاملًا. حتى في الوظائف الحديثة، احتفظ بالأجزاء التي تريد أن يراها مدير التوظيف، وامسح الأجزاء غير المتعلقة أو التي لن يهتم بها. ما تريده في سيرتك الذاتية هو أن تكون واضحة وموجزة ومخصصة لمدير التوظيف الذي سيقرأها. هذا يعني إزالة الميزات غير المهمة (لكنها قد تصلح لوظائف أخرى). لذلك يفضل الاحتفاظ بعدة نسخ من السيرة الذاتية، أو بواحدة تشمل كل شيء عنك، حتى لا تتكبد عناء إعادة الكتابة إذا كنت تتقدم إلى وظيفة تحتاج إلى مهارات قد حذفتها.

 

5. تجاوز الوصف الوظيفي

بمجرد استيعاب الوصف الوظيفي والكلمات التي يفضلون استخدامها في الشركة من خلال التمعن في إعلان الوظيفة، اطلع على موقع الشركة على الإنترنت للتعرف على الشركة ككل ومعرفة أهم المشروعات التي يركزون عليها أكثر من غيرها من الجيد أيضًا أن تبحث عن أي أنشطة خيرية أو أنشطة مجتمعية محلية لهم. حاول ربط ذلك، إن أمكن، بسيرتك الذاتية متجاوزًا بذلك الوصف الوظيفي. لكن لا تتظاهر بأشياء غير حقيقة، كاهتمام بجمعية خيرية معينة لمجرد أن الشركة تساندها. هذا غير لائق وغير أخلاقي، وإن نجح على المدى القصير، فلن ينجح على المدى البعيد.

 

في الختام، لماذا كل هذا العناء؟ هل الأمر يستحق؟ في الحقيقة، لن تنجح في الحصول على وظيفة، سوى بالاهتمام بتلك التفاصيل الدقيقة. لا ترسل سيرتك الذاتية لعدة وظائف كما هي، خصص نسخة لكل وظيفة واحتفظ بعدة نسخ، ويمكن تعليمها بكلمات مميزة حتى لا تختلط عليك.