فن التعامل مع الناس
يعتبر فن التعامل مع الناس من المهارات الرئيسية التي يحرص الأشخاص الناجحون على تعلمها وتطبيقها في حياتهم، وذلك للتعامل بأفضل طريقة مع من حولهم، ويجب التأكيد أنّه مع وجود الاختلافات الكبيرة بين شخصيات الناس من الصعب أن يحصل الفرد على رضى وصداقة الجميع، إلا أن هذا الفن يحتوي على مجموعة من الطرق الفعّالة التي يمكن من خلالها الحصول على أفضل النتائج عند التعامل مع مختلف الشخصيات.
[١] طريقة فن التعامل مع الناس
هناك العديد من الطرق التي يمكن اتّباعها للتعامل بذكاء مع الناس والحفاظ على الاحترام أيضاً، وما يلي بعض منها: تقبل الاختلاف مع الآخرين يعد تفهّم وتقبّل وجود مجموعة من الناس المختلفين عن طريقة تفكير الشخص من أولى الخطوات لإتقان فن التعامل مع الناس، وقد يكونون أصحاب شخصيات غير مريحة ولا تسهل مصادقتها على الفور، وتعد هذه الخطوة مهمة كونها تزيد من قدرة الشخص على السيطرة على مشاعره والوعي بها أكثر، وتساعده على التخلص من المشاعر السلبية التي قد تصاحب علاقاته الشائكة.
[٢] الحفاظ على الهدوء
يعتبر هدوء الشخصية خصلة مفيدة جداً عند التعامل مع الناس، حيث يحب الناس بشكل عام التواجد حول الشخص الهادئ الذي يسود حوله جو مريح مليء بالاحترام والسماحة ويعطي للآخرين مساحتهم الكافية، وعند الاضطرار للتعامل مع شخص مزعج يساعد الابتعاد عن الغضب وما يتبعه من أفعال مثل الصراخ والتهديد وغيرها على التفكير بشكل سليم وفهم الموقف العام بشكل واضح، وتقدير أفضل طريقة للتعبير عن النفس والرد بعقلانية وحيادية، حيث يعلم الشخص الهادئ أن الانفعال والغضب نتيجة تصرفات الآخرين ليست الطريقة الأفضل لكسب تعاونهم أو التقرب منهم، وبذلك يظهر قدرته على التحكم في مواقف الانفعال، كما ويجذب الآخرين نحوه أيضاً، وقد يُساعد تقليل التوقعات من الآخرين، وتقبّل أنهم لن يتعاملوا بالطريقة التي يُفضّلها الشخص على تفهّم اختلافهم، وقد يشجع ذلك على الاستفسار عن وجهة نظرهم بدلاً من الانفعال بسببها، وفي حال أصبح الأشخاص على معرفة ببعضهم يمكن توقع حدوث المواقف المزعجة وتدريب النفس على الهدوء والتصرف بأفضل طريقة ممكنة، إلا أنّه في بعض الحالات يكون تجنّب الشخص أو الابتعاد عن المكان المتواجد فيه هو الطريقة الأفضل للتعامل حيث يحافظ الشخص على هدوءه الداخلي دون الحاجة للاحتكاك، كما ويحافظ ذلك على صفاء الذهن عند الاضطرار للتعامل مع الشخص المزعج في المرة القادمة.
[٣] التعبير عن النفس بوضوح
يساعد التعبير عن النفس بشكل واضح للشخص المقابل على اختصار سوء الفهم الذي قد يحصل في المواقف المختلفة، كما أنّه لا يترك فرصة للحكم على الشخص، وبالتالي تنجح هذه الطريقة في كثير من الأحيان؛ حيث يفضّل أن تكون ردة الفعل على موقف سلبي بالنسبة للشخص هي التعبير عن المشاعر بصراحة، فعلى سبيل المثال عندما يكون الطرف المقابل منشغلاً بالهاتف عند إجراء حوار مع الشخص فيمكن التعبير بوضوح عن الشعور بالإهمال، عندها سيضطّر الطرف المقابل لتحسين الموقف وتغيير تصرفه حتى لا يسيء لمظهره أمام الآخرين، ويفضّل في مثل هذه المواقف التركيز بوضوح على الأفعال المراد تغييرها والمشاكل التي يفضل حلّها من الطرف المقابل، كما ينصح بالاستماع لوجهة نظرهم أو رأيهم حول ذلك أيضاً.
[٤] تفهم نيات الآخرين
من المفيد محاولة تفهّم الوضع الذي يمر به الأشخاص القريبين سواء في المنزل، أو في بيئة العمل حيث يساعد ذلك على معرفة أسباب تصرفهم بطريقة معينة، فعلى الأغلب لا يرغب أحد في أن يكون عائقاً في وجه سير العمل، أو أن يكون سبباً في تعكير صفو من حوله، ويمكن تخصيص بعض الوقت للاستماع لهم ورفع معنوياتهم وتقديم المساعدة لهم ومحاولة إيجاد الحلول مع الحفاظ على التوازن والابتعاد عن الاهتمام الزائد بهم في نفس الوقت حتى لا يستغلوا ذلك في ما بعد، وبالمثل يساعد التعبير للطرف المقابل عن الأفكار والنية، والأمور الشخصية المراد إنجازها بوضوح على تفهمه وتقديره ومساعدته وتعزيز الشعور بالمجموعة وتوحيد الأهداف.
[٥] الثقة بالآخرين
يعد إظهار الثقة بالآخرين وبجدارتهم في إنجاز الأمور المختلفة واستئمانهم عليها من أكثر الطرق نجاحاً عند التعامل معهم، حيث يقوم ذلك بتعزيز إحساسهم بالمسؤولية وزيادة إنتاجيتهم وتركيزهم على نوعية الإنجاز، كما أنها تشكل الأساس للتواصل الفعال، والعلاقات الإيجابية بين الأشخاص، وقد يُحفّز ذلك الأشخاص للعطاء وبذل جهد إضافي عن رضا وسعادة.
[٦] الشخصية الإيجابية والمعتدلة
يحب الناس بشكل عام التواجد حول الشخص الإيجابي وصاحب الروح المرحة والطاقة السعيدة؛ حيث أنها تنعكس عليهم وتجعلهم سعداء كما تزيد من إلهامهم أيضاً، لذا فإن التدرب على التفكير بطريقة إيجابية والابتسامة في وجه الآخرين تساعد الشخص في الحصول على ما يريد منهم وجعلهم يتصرفون بالطريقة التي يفضّلها، ومن فن التعامل مع الناس عند إجراء حوارات أو طلب شيء ما البدء بكلمات مشجعة للطرف المقابل ومن أهمها الثناء على طريقة تفكيرهم، أو إنجازاتهم، أو حتى اختيارتهم في الملابس؛ فذلك يزيد من رضاهم عن أنفسهم ويجعلهم على استعداد أكبر للاستماع وتقديم المساعدة، ويجب التذكر بأهمية عدم تعارض الشخصية الإيجابية مع الاستجابة لمواقف الحياة الحزينة، مثل فقد شخص عزيز، أو مرضه، أو خسارة شيء ثمين حيث أن الشعور مع الآخرين في مثل هذه الحالات ومواساتهم هو أفضل طريقة للتعامل معهم، فمن المهم السماح لمشاعر الحزن والقلق بالبقاء لبعض الوقت في هذه المواقف، ولا يُعتبر إظهار الروح الإيجابية أو السعادة المتصنعة مناسباً فيها، ومن الطبيعي أن يُعبّر الشخص عن حزنه ومشاعره للآخرين عندما يمر بأوقات صعبة وقاسية لكن دون إثقال كاهلهم بكثرة الشكوى والتذمر.
[٧] التقدير والاحترام
يمكن إظهار التقدير للآخرين على جهودهم من خلال الثناء على شخصياتهم وطريقتهم في تطبيق العمل وغيرها، واستخدام كلمات الشكر المختلفة التي على بساطتها تبيّن أهمية دور الفرد في المجموعة وتحسّن نظرته إلى نفسه وتجعله إيجابياً أكثر، كما أنها تُعزز الشعور بالإنجاز مما يشجع على الإنتاج، ويحب الناس التعامل أكثر مع الشخص الذي يلاحظ مجهودهم ويقدره وبالمثل سيقومون بالانتباه لجهوده والثناء عليها ومساعدته فيها، كما أنّه يكسب محبة الآخرين وودهم.