الأخطاء الشائعة أثناء المقابلة الوظيفية وكيف تتجنبها

الأخطاء الشائعة أثناء المقابلة الوظيفية وكيف تتجنبها

خلال عملية التوظيف، تكون معرفة ما لا يجدر بنا القيام به أمرًا في غاية الأهمية، بل لعلّه بذات أهمية امتلاك سيرة ذاتية متقنة وخطابات توصية قويّة. وصولك إلى مرحلة المقابلة الوظيفية يعني بلا شكّ أنّك تمتلك المؤهلات الأولية التي تؤهلّك للحصول على فرصة عمل معيّنة، وإلاّ ما كنت لتصل إلى هذه النقطة. لذا من المهمّ أن تقدّم أفضل ما عندك وتبذل جهدك لتجنّب الزلاّت الصغيرة التي قد تحول بينك وبين الحصول على وظيفة أحلامك.

 نقدّم لكم في مقال اليوم بعض الأخطاء الشائعة التي يجب عليكم تجنّبها خلال المقابلات لضمان ترك انطباع جيّد لدى أصحاب العمل.

 

1.    الفشل في التحضير الجيد .كثيرون من يذهبون إلى مقابلات العمل دون أي تحضير أو استعداد مسبق، وفي حال كانوا قد قاموا بإرسال سيرتهم الذاتية إلى العديد من الشركات، فقد لا يتذكّرون الشركة التي سيقابلون فيها حتّى! الأمر الذي يهدّد بضياع هذه الفرصة من بين أيديهم. فكّر في مقابلة العمل على أنّها اختبار، واستعدّ لها كما تستعدّ لأي امتحان أو اختبار دراسي. اطّلع على معلومات دقيقة حول هذه الشركة أو المؤسسة لتتمكّن من التحدّث عن مهاراتك الشخصية وفائدتها للشركة باحترافية. تقول كيلي مارنيلي، وهي مستشارة استراتيجية لدى شركة Solve HR العالمية: "الاستعداد الجيّد يُظهر مدى شغفك بالوظيفة التي تتقدّم إليها في هذه الشركة بالذات، وهو أمر سيميّزك عن الآخرين."

2.    الفشل في معرفة المزيد حول مُقابِلك . معرفة المزيد حول الشركة التي تتقدّم إليها وحده ليس كافيًا، إذ من المهم أن تعرف المزيد حول الشخص الذي سيقابلك أيضًا. وهو أمر يهمله ويتجاهله الكثيرون. حينما تجري بحثًا حول الشخص الذي سيقابلك، قد تكتشف مثلاً بعض الاهتمامات المشتركة والتي ربما تسهم في بناء علاقة مهنية أفضل معه، أو قد يكون لدى هذا الشخص صلة مع صاحب العمل السابق فيُصبح رئيس عملك السابق شخصًا مرجعيًا موثوقًا يزيد من احتمالية حصولك على الوظيفة.

3.    ارتداء الزيّ غير المناسب .جميعنا نعلم أنّ الحكم على كتاب من غلافه هو أمر خاطئ تمامًا، لكن هذا بالضبط ما يفعله أصحاب العمل خلال المقابلات الوظيفية. بل هو أمر يقوم به جميع البشر حتى أنت. ارتداء ثياب رسمية للغاية عند إجراء مقابلة في شركة ذات ثقافة شبابية مرنة سيعطي انطباعًا سيئًا عنك، كما أنّ ارتداء ملابس غير رسمية عند الذهاب لمقابلة عمل في البنك قد يكون الضربة القاضية التي تُفقدك فرصة العمل في هذا المكان. تجنّب الوقوع في هذا الخطأ من خلال قراءة بعض المعلومات حول ثقافة الشركة، أو الاستفسار من الشخص الذي تواصل معك بشأن موعد المقابلة حول الزيّ المناسب الذي يتعيّن عليك ارتداؤه.

4.    التأخر عن الموعد. إن وصلت إلى مكان المقابلة الوظيفية متأخرًا، فسوف تعطي لصاحب الشركة انطباعًا سلبيًا للغاية عنك، خاصّة إن لم تتصل قبل ذلك لتعلن عن تأخرك غير المتوقّع. الوصول أبكر من الموعد بكثير لن يخدمك أيضًا، وقد يكون مزعجًا لصاحب العمل الذي ربما لديه التزامات ومواعيد أخرى أيضًا. ما الحل إذن؟ ببساطة، كن متوازنًا...حاول أن تصل قبل 10 دقائق تقريبًا من الموعد المحدّد، فذلك يتيح لك استجماع ثقتك، واستخدام دورة المياه وترتيب هندامك قبل الدخول إلى المقابلة. كما أنّه يظهر مدى انضباطك والتزامك بالمواعيد. وحتى لو وصلت إلى المكان أبكر من الموعد بكثير، انتظر في الخارج بعض الوقت قبل الدخول.

5.    استخدام الهاتف المحمول خلال المقابلة .حتى وإن كان هدفك بريئًا كإلقاء نظرة على الساعة، فإن استخدام الهاتف المحمول يرسل إلى مقابلك إشارة بأنك فظّ ويسهل تشتيت انتباهك. لذا احرص على إطفاء هاتفك أو تغييره إلى وضعية الصامت وإخفائه بعيدًا عن الأنظار. بل حتى إن كنت معتادًا على أخذ الملاحظات باستخدام الهاتف، ننصحك خلال المقابلة الوظيفية أن تستعمل لذلك قلمًا ودفترًا ورقيًا.

6.    طرح أسئلة بديهية .من الجميل أن تطرح بعض الأسئلة على مقابلك، لكن ذلك لا يعني التفوّه بالسخافات أو طرح أسئلة بديهية. باختصار إن كانت المعلومة متوفرة على موقع الشركة أو المؤسسة الإلكتروني فلا يجب عليك أن تسأل عنها إلاّ إن كان غرضك الحصول على مزيد من التوضيح.

7.    التحدّث بسوء عن أرباب العمل السابقين. ما من شيء يعطي انطباعًا سيئًا عنك أكثر من انتقاد مديرك الحالي أو السابق. فبمجرّد أن يسمع الشخص الذي يقابلك عبارات سلبية عن مديرك السابق سيفكّر على الفور فيما إن كنت ستتحدّث عنه بسوء يومًا ما مستقبلاً. حتى إن كنت تكره عملك الحالي أو وظيفتك السابقة، احرص دومًا على الاحتفاظ بهذا الأمر لنفسك والتحدّث بإيجابية عن أماكن عملك السابقة.

8.      التحوّل إلى الأحاديث الشخصية . استخدام النبرة الودودة في الحديث أمر جيّد بلا شكّ أثناء المقابلات الوظيفية، وكذلك إلقاء بعض النكات أو الجمل الطريفة، غير أنّه من المهمّ عدم تجاوز الحدود، والتعمّق في الحوار ليصبح شخصيًا للغاية. تذكّر...لا يمكنك أبدًا معرفة ردّة فعل مقابلك حول قصصك عن عائلتك وحياتك في المنزل، فاحرص إذن على إبقاء الحديث متمحورًا حول إنجازاتك المهنية واحتياجات الشركة التي باستطاعتك تلبيتها.

9.       التطرّق للحديث عن الراتب مبكّرًا .  من أكثر الأخطاء شيوعًا في المقابلات الوظيفية، التطرّق للحديث عن الرواتب والمنافع التي تقدّمها الشركة في مرحلة مبكّرة. بل إن البعض يسأل عن قيمة الراتب بمجرّد أن يتمّ التواصل معه لتحديد موعد المقابلة. إن كنت ممن يفعلون ذلك، فثق أنّه قد تمّ رفضك حتى قبل أن تدخل إلى المقابلة. ليس هذا وحسب، فالسؤال عن الحوافز المادية التي تقدّمها الشركة في بداية المقابلة يعطي انطباعًا بأنك مهتمّ بالمنافع وحسب. لذا احرص على تأجيل هذا الحوار إلى حين حصولك على الوظيفة.

10.           عدم الاستعداد للإجابة عن الأسئلة المتعلّقة بالرواتب .على الرغم من أنّ الحديث عن الرواتب في بداية المقابلة الوظيفية ليس أمرًا جيّدًا، غير أنّ الاستعداد للإجابة عن مثل هذا النوع من الأسئلة مهمّ ومرغوب. لا تذهب إلى مقابلة العمل دون أخذ فكرة عامّة عن معدّل الأجور في بلدك في هذه الوظيفة، وكن مستعدًّا للحديث عن توقّعاتك حول هذا الأمر بثقة وإظهار مهارات التفاوض على الراتب التي تمتلكها.

11.            سوء استخدام لغة الجسد .لا يقتصر التواصل على الكلام وحسب. فمن المهم أنّ تكون لغة جسدك جيّدة أيضًا. حافظ على التواصل البصري مع محدّثك أثناء التكلّم معه أو خلال الاستماع لما يقوله. وحاول قدر الإمكان ألاّ تُظهر توتّرك من خلال التحرّك الزائد أو الاهتزاز أو غيرها.

12.            الكذب . لم يكن الكذب حلاّ في يوم من الأيام، فما إن يتمّ اكتشاف كذبك ستُستبعد على الفور من الوظيفة بل ومن جميع الفرص المستقبلية أيضًا. لذا كن صادقًا على الدوام فيما يتعلّق بمهاراتك وقدراتك. ولا تدّعي ما ليس فيك فالخاسر الوحيد في نهاية المطاف هو أنت ولا أحد غيرك. إن تمّ سؤالك عن مهارات أو سمات لا تمتلكها، لا تكذب في هذا الشأن وعبّر بصدق عن قدرك على تعلّم الأمور الجديدة واكتساب المهارات اللازمة التي تضمن نجاحك فذلك يزيد من احترام أصحاب العمل لك ويظهر مدى حماسك وشغفك تجاه هذه الوظيفة

13.            الفشل في تسويق نفسك . المقابلة الوظيفية ليست المكان الأمثل لتكون متواضعًا. لا تتوقّع أن يتذكّر صاحب العمل جميع التفاصيل المذكورة في سيرتك الذاتية والجوائز التي حصلت عليها أو الإنجازات التي حققتها. فاحرص إذن على التحدّث عن أهم مميزاتك بأسلوب محايد مناسب خالٍ من التعجرف والغرور.

14.            المبالغة في التحدّث عن النفس.  الهدف الأساسي من المقابلة الوظيفية هو معرفة ما إذا كان الشخص مناسبًا لتلبية احتياجات الشركة أم لا. ممّا يعني أن إجاباتك عن الأسئلة المختلفة المطروحة عليك لابدّ أن تركّز على الطريقة التي يمكنك من خلالها إضافة قيمة للشركة والمساهمة في نجاحها ونموّها. فلا تركّز فقط على الحديث عن إنجازاتك وإنمّا اربطها بما يمكنها أن تضيفه للشركة.

15.            إهمال طرح الأسئلة في نهاية المقابلة.  معظم المقابلات الوظيفية تنتهي بصاحب العمل (أو مقابلك) وهو يسألك: "هل لديك أيّة أسئلة؟". الردّ بالنفي والإحجام عن طرح الأسئلة في هذه الحالة يعتبر خطئًا فادحًا، ويرسل إشارة مبطّنة إلى أنّك غير مهتمّ بهذه الوظيفة أو أنك تعتقد بغرور أنّك على دراية بكلّ شيء حولها. من المحبّذ إذن أن تطرح بعض الأسئلة خلال المقابلة الوظيفية، ليكون الحوار سلسًا ومتسلسلاً، وفي حال وجّه إليك مقابلك سؤالاً حول أي استفسارات تمتلكها لا تتردّد في طرح بعض الأسئلة.

16.            الإجابة بطريقة خرقاء عن الأسئلة المتعلّقة بنقاط ضعفك.  قد يسألك مقابلك عن نقطة ضعفك أو مواضع النقص لديك، فتبادر على الفور بتقديم إجابة سخيفة وطفولية كأن تقول بأنّك تعمل بجدّ فوق طاقتك، أو ما شابه ذلك. بقدر ما تبدو هذه الإجابة ظريفة إلاّ أنّها تظهر مدى جهلك بذاتك وقد يرى الشخص الذي يقابلك أنّك لا تتقبّل النقد البنّاء أو أنّك لا تأخذه على محمل الجدّ. تذكّر أنّه ما من أحد كامل، وجميعنا نمتلك نقاط ضعف معيّنة. تحدّث عن هذه الأمور بصدق وبشكل عام دون أن تتعمّق فيها، ولا تنسَ أن توضّح حقيقة أنّك تسعى للتغلّب عليها والتخلّص منها.

17.            الإسهاب في الكلام . الإسهاب في الحديث ورواية القصص الطويلة المملة يضيّع وقتك ووقت مقابلك، ويحول دون التطرّق إلى جميع جوانب مهاراتك وكفاءاتك. فاحرص إذن على تطوير مهارات التواصل الخاصّة بك. والتحدّث باختصار ووضوح قدر الإمكان.

18.            التملّق  . من الجميل أن تمتدح مديرك المحتمل، أو الشركة التي تجري المقابلة الوظيفية فيها، لكن الإفراط في الأمر سيعود بنتائج عكسية عليك. لا تُغرق مقابلك بالمديح والإطراء وانتبه على وجه الخصوص إن كان الشخص الذي يقابلك من الجنس الآخر. حافظ على أسلوب محايد وامدح خدمات الشركة ومنتجاتها بناءً على أرقام أو إحصائيات أو حقائق مثبتة.

19.            عدم التفرّغ لحضور المقابلة.  تخيّل الموقف التالي، يتصل بك مدير التوظيف في شركة معيّنة ليحدّد معك موعدًا للمقابلة الوظيفية، فتعتذر المرة الأولى بحجّة أنّك ستكون في عملك، وفي المرّة الثانية بحجّة أنّ لديك موعدًا مهمًا، وأما في المرة الثالثة… حسنا لن يكون هنالك مرّة ثالثة، ففي نظر صاحب العمل، أنت غير مؤهل لشغل هذه الوظيفة. من البديهي أن تكون مواعيد المقابلات الوظيفية خلال ساعات العمل الرسمية، فلا تتوقّع أن تكون غير ذلك إلاّ في حالات نادرة. وبناءً على ذلك، هيّء نفسك لأخذ إجازة في حال تطلّب الأمر ذلك.

20.            التحدّث عن الأمور غير القانونية. المقابلة الوظيفية ليست مكانًا لتتباهى فيه بمغامراتك الطائشة وهواياتك العجيبة المخالفة للقانون. فلا تتطرّق لهذه المواضيع الآن واحرص على البقاء في نطاق العمل والمهارات والكفاءات الوظيفية التي تمتلكها.

21.            التصرّف بفظاظة. هل تعلم أن بعض الشركات الكبرى تستمع لآراء الموظفين الأدنى مرتبة حول المتقدّم خلال عملية التوظيف. مثل موظف الاستقبال أو البوّاب أو عامل النظافة في الشركة؟ ويحدث ذلك على وجه الخصوص أثناء توظيف المدراء وأصحاب المناصب العليا. فإن كنت تتقدّم لوظيفة مدير أو مسؤول في شركة معيّنة، كن متواضعًا وعامل الجميع باحترام. لا داعي للغرور والترفّع عمّن هم أدنى منك مرتبة، لأن ذلك سيفقدك إنسانيتك قبل وظيفتك!

نشر معلومات المقابلة على وسائل التواصل الاجتماعي.  أجل، ربّما تقدّمت للعمل في شركة كُبرى ومن أفخم شركات العالم. ولعلّ مقابلتك الوظيفية كانت مع رئيس الشركة الشهير الذي تتناقل وسائل الإعلام صوره وأخباره يوميًا، غير أنّ ذلك لا يعني أنّك تملك الحق في نشر معلومات وتفاصيل المقابلة على وسائل التواصل الاجتماعي. بل إن بعض الشركات تحظر التقاط الصور في داخل مقرّ العمل. تجنّب وضع نفسك في مثل هذا الموقف المحرج. واحتفظ بمنشوراتك إلى حين حصولك على الوظيفة.