كيف تخطط للعام الجديد بنجاح؟
إن غياب التخطيط للعام الجديد هو أحد الأسباب التي تجعل الكثير من الأشخاص يشعرون أنَّهم لم يحققوا شيئاً مع نهاية العام، وغالباً لا يعتبر التخطيط للعام الجديد أولوية في الحياة. لكن إذا ما جلست مع نفسك فقد يكون لديك فرصة لتسلك الطريق الصحيح وتحقيق ما تريد، فقط تخيل أنها بداية العام وضع الإجراءات اللازمة والقرارات الصائبة للانطلاقة الصحيحة.
تقول الدكتورة هبة علي خبيرة التنمية البشرية لسيدتي: في حال كنت من الأشخاص الذين يضعون خططاً لحياتهم حذارِ من أن تكون هذه الخطط جامدة صارمة لا تقبل التعديل والتغيير، حيث إنَّه من الضروري أن تكون هذه الخطط الحياتية قابلة للتعديل والتغيير حسب متطلبات الحالة، واحرص دوماً على إجراء المراجعات المنتظمة لخططك سواء كانت اليومية منها أو الأسبوعية أو حتى الشهرية والسنوية.
كيف تضع أهداف السنة الجديدة؟
من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإخفاق في إنجاز أهداف العام الجديد هو التخطيط الخاطئ لها، إذ يؤمِّن التخطيط الصحيح الوسائل الكافية للفرد ليتمكن من تحقيق أهدافه وحصد ثمارها.
-حدد أهدافك بدقة وذكاء
الذكاء في الاختيار بشكل ملائم، وهو ما تحتاجه بشدة عند التخطيط للعام الجديد.
ويُعزى سوء التخطيط والاندفاع الزائد، إلى غياب الحكمة في تحديد ما يحتاج الفرد تحقيقه حقاً، أي ترتيب الأولويات الخاطئ. علاوةً على ذلك، قد يختلط على المرء الأهداف التي يريد تحقيقها لذاته من الأهداف الساعية، لتغيير ما يتعلق بكلام المجتمع المحيط.
- صفات الأهداف والمخططات الملائمة
1. الوضوح والدقة
من أهم سمات الأهداف التي يمكن التعويل على نجاح الفرد في الالتزام بتحقيقها، هي الدقة والوضوح. أي أن تكون هذه الأهداف بعيدة تماماً عن الغموض. على سبيل المثال، عند الحديث عن هدف خسارة الوزن، ينبغي للفرد التحديد بدقة مقدار الوزن الذي يريد خسارته كل فترة خلال العام.
2. قابلية التنفيذ والمنطقية
ينبغي أيضاً لهذه الأهداف أن تتسم بالمنطقية، وأن تكون قابلة للتنفيذ على أرض الواقع. مثلًا لو تعلق الهدف بتوفير الأموال لشراء منزل، على الفرد قبل أن يسعى لتحقيق هذا الهدف الإجابة على سؤال مهم، ألا وهو؛ هل يكفي ما سأوفره من الأموال لشراء منزل في المقام الأول؟
3. القدرة على تنفيذها خلال العام
يعني الأمر اختيار الأهداف التي يمكن أن تُنفذ خلال فترة عام كحد أقصى، فمن غير المتوقع أن يختار الفرد نيل شهادة جامعية كأحد أهداف العام الجديد، ما لم يكن يدرس في الجامعة في الأصل. فينبغي للفرد أن يكون قادراً على تنفيذ مخطط العام الجديد خلال العام ذاته، أو على أقل تقدير أن يكون قادراً على تنفيذ أكبر قدر ممكن من الأهداف الفرعية المنبثقة عن هذا المخطط خلال العام نفسه. وإلا فمن الأفضل تصنيف هذا المخطط على أنه أحد مخططات المدى الطويل، لكيلا يصاب المرء بالإحباط حينما يلاحظ أنه لم يستطع تنفيذ ما رسمه في نهاية العام.
- ضع مخططك لتحقيق أهداف السنة الجديدة
يقصد بالأمر رسم خريطة طريق لتنفيذ المخططات الموضوعة ومحاولة تصور آلية إتمامها، إذ يساهم ذلك في جعل الفرد على بينة من متطلبات مخططات السنة الجديدة. بالإضافة إلى منحه القدرة على تحديد أفضل الأوقات خلال العام للتركيز على تحقيق هذه الأهداف. دون أن تتداخل مع غيرها من الأهداف، أو أن تعيق الفرد عن تنفيذ مهامه اليومية أو غيرها من الأهداف.
يساهم تقسيم الأهداف الكبيرة إلى مجموعة من المراحل والخطوات في تعزيز قدرة الفرد على الالتزام بمخططاته، بالإضافة إلى منحه الوقت الكافي للتأقلم مع التغيرات الجديدة التي يحاول إدخالها على حياته، دون أن يقلب عالمه رأساً على عقب في يوم وليلة.
- اعثر على أقرانك لتستمد منهم القوة
كما أسلفنا بالذكر، فإن الضغط الإيجابي الذي يمارسه الأقران على بعضهم يساعد في حثهم على الالتزام بما خططوا له إلى أقصى الدرجات.
إن الحضور ضمن بيئة تتشارك الأهداف نفسها للعام الجديد، يمكّن الفرد من توسيع خبراته ومهاراته، مما يوفر عليه تكبد عناء المحاولات غير الناجحة، بالإضافة إلى منحه الدافع للالتزام بتحقيق الأهداف كونه أصبح جزءاً من فريق وليس وحيداً في السعي لتحقيقها.
-تسديد الديون
تشكل الديون -سواء كانت من الأقارب والأصدقاء أو من البنوك- عبئاً كبيراً يؤثر سلباً على جودة الحياة ويسبب الكثير من التوتر.
وإذا كنت قادراً على تسديد جزء من الدين، احرص على ذلك قبل دخول العام الجديد، وتحويل الانتباه نحو أمور أخرى لا تقل أهمية.
-حل مشاكل العمل
تعتبر عطلة رأس السنة فرصة للاسترخاء والتأمل والتواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء، وتخصيص بعض الوقت لممارسة الهوايات.
ومن أجل استغلال هذه الفرصة على أكمل وجه، من الضروري حل جميع المشاكل العالقة في العمل قبل حلول العام الجديد وعدم القيام بمهام وظيفية في المنزل.
وبشكل عام، يؤدي عدم الحصول على قسط كاف من الراحة إلى تدهور جودة الأداء المهني، ويسبب الإرهاق والقلق والاكتئاب.
-مراجعة الوضع الصحي
يُعد دخول العام الجديد فرصة لمراجعة الوضع الصحي، والقيام بخطوات عملية للتخلص من مشاكلك الصحية.
-تقييم إنجازات العام الماضي
يمكنك استغلال الوقت المتبقي من العام الحالي للتفكير في الدروس المستفادة منه، وتقييم ما حققته من أهداف، مثل علاج مشكلة صحية أو الحصول على وظيفة جديدة أو الانخراط في نشاط بدني منتظم.
إذا لاحظت أنك لم تحرز أي تقدم، فإن ذلك يعدّ سبباً وجيهاً لتخصيص المزيد من الوقت والجهد في سبيل تحقيق النجاح الشخصي والمهني خلال العام الجديد.
-اعتذر لمن أسأت معاملتهم
للتخلص من الشعور بالذنب تجاه من أسأت إليهم، حاول استغلال عطلة رأس السنة الجديدة للاعتذار للآخرين عبر كلمات لطيفة أو هدية بسيطة.
-تخلص من العراقيل
مع اقتراب العام الجديد، ينبغي التخلص من الأفكار السلبية والأشخاص الذي يعيقونك عن تحقيق أهدافك. ومن الضروري أن تتخلص من النقد المبالغ فيه للذات، والخوف من آراء الآخرين، والابتعاد عن أي شخص يحاول التلاعب بك أو يقلل من شأنك.