تعرف على كل ما يتعلق بمصطلح ريادة الأعمال!

تعرف على كل ما يتعلق بمصطلح ريادة الأعمال!

تعريف ريادة  الأعمال

 ريادة الأعمال هي الترجمة لكلمة Entrepreneurship بالإنجليزية، ولُغويا يُقصد بها "من يسعى أو يريد تحقيق عمل ما"، واصطلاحيًا تعني عملية تصميم عمل جديد وإطلاقه وتشغيله، غالبًا ما يبدأ ذلك العمل بذرةً صغيرةً يعمل "رواد الأعمال" على رعايتها حتى تصبح قطبًا مؤثرًا سواء كان قطبًا محليًا أو عالميًا. حسنًا، قد يبدو الأمر بسيطًا، لكن ريادة الأعمال تحتاج إلى الكثير من المهارات وخوض مخاطر أكثر حتى ينهض المشروع على قدميه محققًا الأرباح بذاته ومحدثًا التأثير المرجو منه.

 

ما الفرق بين ريادة الأعمال وإدارة الأعمال؟

 يخلط كثيرون بين مصطلحي ريادة الأعمال وإدارة الأعمال نظرًا للتقارب اللفظي بينهما في اللغة العربية، ولكن المصطلحين منحوتان من الإنجليزية، وهما مختلفان تمامًا بها، فريادة الأعمال كما قلنا تعني Entrepreneurship أما إدارة الأعمال فهي Business Administration. على أي حال ما الفرق بينهما؟ إدارة الأعمال هي تشغيل العمل من الناحية الإشرافية والرقابية مثل الحسابات والماليات وإدارة المشروعات والتسويق والموارد البشرية وأداء العمل واتخاذ القرارات. ريادة الأعمال تتطلع إلى خارج تفاصيل العمل نفسه وإن كانت مهاراته الداخلية ضرورية أيضًا، وتنظر إلى الصورة الأشمل وترسم له رؤيته، أما إدارة الأعمال فتهتم بتفاصيل العمل الداخلية لا سيما الفنية والتقنية. وتكاد تتطابق المهارات المطلوبة في المجالين، فهما وثيقا الصلة في الأصل، وإن اختلفا في الفنيات؛ فليس ضروريًا أن يكون رائد الأعمال متخصصًا في المحاسبة أو الشؤون القانونية أو التسويق، كما أن المحاسب والمحامي والمسوق ليسوا بالضرورة على رؤية شاملة للعمل من منظور خارجي. والأفضل أن يتمتع كل طرف بفكرة مبدئية عن عمل الطرف الآخر مع إتقان تخصصه، تطبيقًا للمثل القائل: "اعرف كل شيء عن شيء، وشيئًا عن كل شيء"

 

ولكن ما الفرق إذن بين رائد الأعمال ورجل الأعمال؟

 رجل الأعمال Businessman يضع قدميه في السوق القائمة بالفعل سواء كانت منتجات أو خدمات متوفرة، أما رائد الأعمال Entrepreneur فقد يضع قدميه في السوق، أو يبتكر منتجًا جديدًا أو خدمة جديدة.

ريادة الأعمال وعلاقتها بالاقتصاد يُنظر إلى رواد الأعمال على أنهم من الأصول الوطنية التي يلزم رعايتها وتحفيزها، فهم قادرون على تغيير أعمالنا وحياتنا، وقد تحسن ابتكاراتهم معايير الحياة، وتحقيق الثروات وتوفير فرص العمل، وفيما يلي أبرز الفوائد التي تحققها ريادة الأعمال للاقتصاد:

·         تعزيز نمو الاقتصاد

توفر ريادة الأعمال منتجات وخدمات جديدة قد تُحدث ما يُعرف باسم "تأثير الشلال"؛ أي أن هذه العناصر الجديدة تحفز الأعمال أو القطاعات المتعلقة بها، ما يعزز النمو الاقتصادي في النهاية. على سبيل المثال، مع ابتكار قطاع تكنولوجيا المعلومات وتوسعه توسعًا سريعًا، انتعشت معه قطاعات أخرى مثل مراكز الاتصالات لخدمة العملاء وشركات صيانة الشبكات ومزودي الأجهزة الإلكترونية. كما استفاد منه قطاع المؤسسات التعليمية والتدريبية التي استثمرت في منصات التعليم الإلكتروني ما أدى إلى توفير فرص عمل وزيادة فرص التعلم وتقليل الإنفاق على المواصلات وضياع الوقت في الانتقالات وتوفير تلك الساعات وهذا المال لأمور أخرى. بالمثل استفادت منه شركات التطوير العقاري في بناء المساكن والامتداد العمراني مع هجرة العمال إلى المدن نظرًا لنمو فرص العمل بها.

·         رواد الأعمال يزيدون الدخل القومي: مشروعات ريادة الأعمال توفر ثروات جديدة؛ فالشركات القائمة بالفعل قد تكون وصلت إلى أقصى قدر لها في السوق والعائد، لكن المنتجات الجديدة المُحسّنة تمكن تطوير الأسواق وتوفير موارد رزق جديدة. كما أن زيادة التوظيف والعوائد المرتفعة تحسن الدخل القومي نظرًا لزيادة الضرائب والإنفاق الحكومي. وهذا العائد بدوره يمكن أن تستثمره الحكومات في القطاعات التي تعاني من مشكلات أو في بناء الإنسان.

·         رواد الأعمال يغيرون المجتمع: من خلال تقديم خدمات ومنتجات جديدة، يكسر رواد الأعمال العادات التي عفى عليها الزمن والأنظمة والتقنيات القديمة، ما يُحسّن جودة الحياة والمعنويات وحرية الاقتصاد. على سبيل المثال، قد تتوقف الحياة والأعمال في المناطق التي تعاني من ندرة المياه بسبب الانشغال بجمع المياه. الآن تخيل ابتكار مضخة آلية قادرة على استخراج المياه من باطن الأرض. لا شك أن ذلك سيجعل الناس قادرين على التركيز على أداء وظائفهم دون القلق من توفير مطلب أساسي كالمياه، كما يوفر عدد ساعات كانت تضيع في جلب المياه، وهذا يعزز النمو الاقتصادي في هذا المجتمع المحلي، ويصب في مآل الأمر في الاقتصاد الكلي. نضرب مثالًا آخر عصريًا بالهواتف الذكية التي أحدثت ثورة في العالم ولم تترك بيتًا إلا دخلته ما أحدث تأثير دائمًا في الدنيا كلها. وتلك التكنولوجيا ليست حصرية على العالم المتقدم فقط، فالدول النامية الآن تتمتع بالأدوات نفسها في الدول الأغنى.

 

ما الصفات التي يجب أن يتحلى بها رائد الأعمال؟

1. القيادة إذا كنت تنوي أن تصبح رائد أعمال، فاستعد لقيادة عدد كبير من الناس وتوجيههم. والقيادة هنا لا تعني التسلط وإنما وجود فكرة وهدف واضح في عقلك تعمل من أجل، ويجب أن تثبت للجميع قدرتك وتميزك وتفرد، فهذا ما يدفعهم للسير ورائك ودفعك للأمام ودعمك.

 2. مهارات التواصل يجب أن تعلم على الأقل لغة أو لغتين إلى جانب لغتك الأصلية، بالإضافة إلى مهارات التواصل والإلقاء والعرض التقديمي والخطاب الجماهيري وإتقان لغة الجسد ونبرات الصوت ونظرات العين، فكل منها له دور مهم في رسم شخصيتك.

 3. الشجاعة رواد الأعمال يعيشون خارج منطقة الراحة، فهم يستكشفون العالم من حولهم طوال الوقت، كما كان أسلافنا يفعلون في البراري والغابات، ولكن الشجاعة لا تعني التهور، بل الدراسة المتأنية للواقع.

 4. الاستعداد النفسي والمادي للأسوأ يجب ألا تكون متشائمًا ولكن توقع الأسوأ من مشروعك، فكثير من الأفكار عند تحويلها لمشروعات تفشل أو قد تتغير الظروف من حولها عن وقت دراستها، لا سيما في هذا الوقت سريع التغير، بل إن أكثر الأفكار تفشل! 5. التفاوض ستحتاج إلى تلك المهارة طوال الوقت سواء في التفاوض على نسبة الشراكة مع المستثمر أو في إقناع العامة في الاستثمار في فكرتك. ريادة الأعمال سوق قوية وناشئة، وبها كثير من الفرص غير المستغلة، فهل تنوي خوضها؟ أم تحتاج إلى تنمية بعض المهارات قبل ذلك؟ يسعدنا أن تشاركونا آرائكم وتعليقاتكم وخبراتكم.